الأربعاء، يناير ٠٢، ٢٠٠٨

لكل تفكير ما يناسبه من آليات الابتكار

آليات التفكير الابتكاري ..

بين الإنجاز و التطوير و التنظيم

التفكير أنواع...
بعض هذه الأنواع يكون أساسيا، كما أن لكل نوع من هذه الأنواع الأدوات المناسبة لمعالجته، و ما يناسبه من تقنيات التفكير الابتكاري التي تحدّثنا عنها . و التي تتضمّن : تفكير الإنجاز، و تفكير التطـوير ( الذي يتضمن التغيير )، و تفكير القريحة البيضاء ( أو تفكير البدء )، و تفكير التنظيم أو الترتيب .

(1) تفكير الإنجــاز: الوصول


الأسئلة التي تنضوي تحت هذا النوع من التفكير، تتضمّن على سبيل المثال : كيف نصل إلى هذه النقطة ؟ . كيف يمكن الوصول إلى حلّ لهذه المشكلة ؟ . كيف نستطيع إنجاز هذه المهمّة ؟ .
في هذه الحالة، تكون لدينا فكرة واضحة حول ما نسعى إليه . إذا كانت لدينا مشكلة، يكون هدفنا هو حلّ هذه المشكلة أو تجنّبها . و تفكير الإنجاز يتضمّن، بالإضافة إلى المشاكل، المهمّات و المشاريع والمفاوضات و الصراعات .. إلى آخر ذلك .
و رغم أن معظم تقنيات التفكير الابتكاري تصلح لممارسة "التفكير المنجز"، إلاّ أن أكثرها نفعا هي :
التحــدّي: هنا تخضع الحدود، و المفاهيم السائدة، و عناصر التفكير الأساسية، و حتّى تعريف المشكلة، لعملية التحدّي . السؤال الذي نطرحه يكون " لماذا يجب أن ننظر إلى هذا الأمر بهذه الطريقة ؟، أو "لماذا نعتبر هذا الوضع مشكلة ؟ .
البحث عن البدائل: السؤال الذي ننشغل به هنا هو " كيف نصل إلى هناك؟ "، أو " ما هي المفاهيم التي نحتاج إليها ؟ " . و في هذا المجال نسعى إلى الوصول إلى نقاط تركيز جديدة، تتيح كلّ منها اهتماما ابتكاريا، ممّا يصل بنا إلى العديد من التنازلات البديلة، و سبل الإنجاز المتعدّدة .


(2) تفكير التطـوير : التغيير


تفكير التطوير، غالبا ما يمكن النظر إليه باعتباره تفكير إنجاز . لكن من المفيد أن نفرّق بين الإنجاز والتطوير . فالتطوير تكون له خصائصه المتميّزة، أوّلها أن هناك شيئا موجودا، و هو يعمل بالفعل، وثانيها أن توجّهنا يكون تجاه تطوير ذلك الشيء ( سواء كان ذلك الإسراع بإيقاع العمل، أو اختصار الوقت، أو اقتصاد الطاقة، أو الوقوع في أخطاء أقلّ ) .
و أكثر التقنيات الابتكارية نفعا في هذا المجال هي :
التحـدّي: هذه هي التقنية الأنسب، لأنّنا نسأل من خلالها " لماذا ننجز هذه المهمّة بهذه الطريقة ؟، أو "لماذا يجب أن يتمّ هذا العمل بهذه الطريقة ؟ . عن طريق هذه التقنية، نستطيع أن نتحدّى كل من العملية القائمة، و طريقة تفكيرنا فيها .
البـدائل: عند كلّ نقطة نبحث عن البدائل . و نحدّد لأنفسنا النقاط الثابتة التي نركّز عليها، ثم نبحث عن الطرق البديلة التي يمكن عن طريقها الوصول إلى تلك النقاط .
الهـروب: هذه هي أكثر التقنيات الاستثارية أهمّية . إنّنا نحدّد الشيء الذي نأخذه "مأخذ التسليم" في نشاطنا العادي، ثم نسعى إلى الهروب منه. في عملية التطوير، توجد العديد من الأشياء التي يجب أن نهرب منها، إذ أنّنا نسعى إلى تطوير طريقة العمل التي نلتزم بها حاليّا . حتّى أكثر الأمور جوهرية و عمقا، يمكن أن تكون مجالا لاستثارة الهروب .


(3) التفكير الأبيض : البــدء

عندما نجد عقولنا أشبه بالصفحة البيضاء، بالنسبة لأمر معيّن، نسأل أنفسنا : من أين نبدأ ؟، أين هو أوّل الطريق ؟، كيف يمكن أن نتحرّك من هنا ؟ .
و التفكير الأبيض، هو عكس تفكير التطوير . في الثاني تكون أمامنا مهمّة قائمة، نتّخذها أساسا لعملنا، أمّا في التفكير الأبيض فلا تكون بين أيدينا إلاّ العموميات المقتضبة .
و أكثر التقنيات فائدة في هذه الحالة هي :
المدخلات العشوائية: إنّها من أهم التقنيات في التفكير الأبيض، لأنّها توفّر بدايات جديدة، أيّا كان الموقف . المخل العشوائي، يقود التفكير إلى سبل مختلفة . و بمجرّد الوصول إلى تلك السـبل، يصبح بإمكاننا أن ندخل عليها التعديلات و التغييرات، التي تقود إلى مسارات أبعد و أفيد .
الخيــط: في تقنية الخيط، نضع أمامنا المقتضيات أو المتطلّبات الأكثر أهمّية، ثم نطبّق عليها هذه التقنية، من أجل تطوير خطوط الأفكار . يمكن أن نترك للأفكار أن تبزغ من تلقاء نفسها، أو أن نلجأ إلى "دفع" عناصر التقنية، عن طريق الوصول إلى الخيوط التي تجمع بين هذه العناصر، من أجل انتزاع فكرة جديدة .
التمــنّي: و هذا هو أحد مناهج إجراء الاستثارة . في هذه الحالة، نطرح خيالا نعلم استحالة تحقيقه . ومع ذلك بمكن استخدام هذا النوع من الخيال كاستثارة . و يكون هذا مفيدا في حالة التفكير الأبيض، و عند افتقاد نقطة البدء التي تصل بنا إلى الأفكار الابتكارية . و نحن نعتمد على هذه التقنية في تحديد المفهوم الذي يكمن وراء الفكرة التي بين أيدينا .
بعد ذلك، نسأل أنفسنا : ما هي الطريقة الأخرى ـ التي نتمنّاها ـ و التي يمكن الاعتماد عليها، عند استخدام ذلك المفهوم ؟ .

(4) تفكير التنظيم : الترتيب

عندما تصبح كلّ العناصر تحت أيدينا، نسأل أنفسنا : كيف يمكن أن ننظّم هذه العناصر بطريقة أفضـل ؟ . و ينطبق هذا على الخـطط، و الاسـتراتيجيّات، و بعض أنواع التصميمات، و على العمليّات التنظيمية بشكل عام .. و أكثر التقنيات فائدة في هذا المجال هي :
البدائـل: المهم هنا، هو السعي إلى تأمّل الاحتمالات . و ليس من الضروري أن تكون جميع الاحتمالات مقبولة، أو "معقولة"، بل على العكس من ذلك يحسن أن يكون بعضها استثاريا، مستفزّا للعقل . نحن هنا نسأل أنفسنا: " ما الذي يحدث إذا رتّبنا العناصر التي بين أيدينا على هذا الشكل ؟ " .
التحــدّي: الكثير من عمليات " ترتيب " التفكـير تحكمها الطرق التقليديـة في إنجاز الأشياء، كما تحكمها أيضا الافتراضات و الحدود و القيود المتّفق عليها . و من هنا، يكون التحدّي هاما للغاية . لهذا، نسعى إلى "تحدّي" التناول العادي، بهدف الوصول إلى تناول جديد .
التحـريف: هذه التقنية مناسبة لنوع تنظيم التفكير . و من خلالها نعمل على "تحريف" الترتيبات العادية، من أجل إظهار بعض الترتيبات و أشكال التنـاول الجديدة . هذا النوع من الاسـتثارة يمكن أن يقود إلى رؤى و تغييرات مفاجئة، بالنسبة للطريقة التي يتم بها إنجاز الأشياء عادة .

التفكير الابتكاري في المواقف المحدّدة
التقنيات الابتكارية التي نطرحها، ليست وصفة ثابتة، لكنّها عبارة عن مقترحات، يمكن أن تساعدك إذا ما لم تتـوفّر لك أيّة اسـتراتيجية أفضل . فمع الزمـن و الممارسة، يمكنك أن ترسي أسس استراتيجيتك الخاصّة المفضّلة، و أن تضع لنفسك النظام الخاصّ باستخدام مختلف التقنيات، عند التعامل مع المواقف المتباينة .
و في جميع الأحوال، تكون العلاقة بين التفكير الابتكاري من ناحية، و المعلومات و التحليل والمنطق من ناحية أخرى، خاضعة للتتابع التالي :
أولا : عندما تبذل جهدا جادّا في التصدّي للمشكلة، اعتمادا على المعلومات و التحليل و المنطق، فلا تصل إلى نتيجة، يكون الابتكار هو السبيل الوحيد .
ثانيا : قد تتوفّر لك بعض البدائل، نتيجة لاعتمادك على المعلومات و التحليل و المنطق، و لكنّك تميل إلى تجربة التفكـير الابتكاري، لكي ترى إذا ما كانت هناك تناولات أخـرى، أكثـر نفـعا و جـدّة، ممـّا قد توصّلت إليه .
ثالثا : عندما تكون بصدد مشاكل ( أو أوضاع ) طال وجودها، و لم تصل إلى حلّ لها، رغم ما قمت به من جهود منطقية في ذلك السبيل، يكون من المفيد هنا الاعتماد على التفكير الابتكاري مباشرة .
رابعا : خلال عمليات التفكير التحليلي المنطقي، يمكنك أن تحدّد عدّة نقاط تركيز مهمّة، في المجال الذي تسعى إلى الوصول إلى أفكار جديدة فيه . و في هذه الحالة، يتركّز الجهد الابتكاري في هذه النقاط .
خامسا : ستجد دائما أنّنا نتحوّل بشكل دائم، من حالة ( التحليل/المنطق ) إلى حالة ( الابتكار )، على مدى عمليات التفكير التي ننشغل بها .

***
و فيما يلي من حديث، نستعرض الاستخدامات العملية للتفكير الابتكاري، كما يطرحها المفكّر الابتكاري إدوارد دي بونو .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my site, it is about the CresceNet, I hope you enjoy. The address is http://www.provedorcrescenet.com . A hug.