ماليزيا، ولحظة التوقّف الابتكاري
في حوار مع قناة "المستقبل" اللبنانيّة الفضائيّة، أجاب رئيس وزراء ماليزيا عن سؤال أساسي : كيف استطاعت ماليزيا أن تحقّق ما حقّقته من طفرة اقتصاديّة،في سنوات قليلة، و في مواجهة التغيرات العالمية والمنافسة الاقتصادية القاسية التي تواجهها دول العالم الثالث
و كان من بين ما قاله رئيس الوزراء الماليزي، أن الحكومة استضافت المفكر الابتكاري إدوارد دي بونو، للاستفادة من خبرته في الوصول إلى حلول مبتكرة في عمليات إعادة بناء الدولة،اعتماداً على آليّاته في التفكير الابتكاري . لقد اعتمدت ماليزيا على آليّة لحظة التوقّف الابتكاري، عند التفكير في زيادة موارد الدولة بزيادة الضرائب على السلع الكمالية، كما تفعل العديد من الدول . لكن لحظة التوقّف الابتكاري طرحت احتمالا معاكسا، يقضي بإلغاء الضرائب على تلك السلع . و عندما جرى تطبيق ذلك، قاد إلى حركة رواج ملموسة، و أضاف إلى موارد الدولة أضعاف ما كانت تحقّقه هذه الضريبة.
لحظة التوقّف الابتكاري، تعتبر من أسهل الآليّات الابتكاريّة، رغم أنّها من الممكن أن تصبح أداة قويّة . نصل إلى هذا، عندما تصبح هذه الآليّة عادة من العادات العقليّة . و هذه الآليّة لا تجيء كرد فعل لأي شيء، بل هي ناتج انتباه الشخص لأهمّية هذه اللحظة، عندما يقول لنفسه : لابد أن تكون هناك فكرة جديدة في هذا المجال .. أو يقول : أريد أن أتوقّف لأفكر في هذا بمزيد من التدقيق
لحظة التوقّف الابتكاري، هي محاولة لاعتراض تدفّق و انسياب كلّ ما هو روتيني، من أجل الانتباه المتعمّد و المقصود لنقطة معيّنة، دون وجود سبب واضح لذلك
لحظة التوقّف الابتكاري، تعتبر من أسهل الآليّات الابتكاريّة، رغم أنّها من الممكن أن تصبح أداة قويّة . نصل إلى هذا، عندما تصبح هذه الآليّة عادة من العادات العقليّة . و هذه الآليّة لا تجيء كرد فعل لأي شيء، بل هي ناتج انتباه الشخص لأهمّية هذه اللحظة، عندما يقول لنفسه : لابد أن تكون هناك فكرة جديدة في هذا المجال .. أو يقول : أريد أن أتوقّف لأفكر في هذا بمزيد من التدقيق
لحظة التوقّف الابتكاري، هي محاولة لاعتراض تدفّق و انسياب كلّ ما هو روتيني، من أجل الانتباه المتعمّد و المقصود لنقطة معيّنة، دون وجود سبب واضح لذلك
اندفاع الماء في قنوات جديدة
ما الذي يحدث خلال لحظة التوقّف الابتكاري ؟، و ما هو المدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه هذه
ما الذي يحدث خلال لحظة التوقّف الابتكاري ؟، و ما هو المدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه هذه
اللحظة ؟
الفكرة الرئيسيّة في لحظة التوقّف الابتكاري، هي لفت النظر إلى شيء ما، لا يقود مسار التفكير الطبيعي إلى النظر إليه . إذا توقّف اندفاع الماء ـ بشكل مؤقّت ـ يعمد تيار الماء إلى البحث عن قنوات جديدة بديلة ينصرف إليها . و في بعض الأحيان، يكون مجرّد إيقاف تيار التفكير السريع، سبيلاً إلى فتح مسالك جديدة للتفكير
هذه هي قيمة لحظة التوقّف، فقيمتها في ذاتها، و ليس لأنّها تتيح لنا أن نصل إلى شيء من خلالها
إذا أنت توقّفت لحظة و أنت تأكل، أمكنك أن تتذوّق طعم ذلك الذي تأكله بشكل أفضل .. نفس الشيء يحدث أثناء التفكير، إذا أنت توقّفت للحظة أثناء التفكير أمكنك أن تتمعّن بعمق في النقطة التي توقّفت عندها . في بعض الأحيان، يقتضي الموقف أن نفكّر بسرعة، ممّا لا يتيح التوقّف، و لكن في أحيان أخرى يكون الأفضل أن نفكّر بشكل بطيء، حتّى ندخل الحالة الابتكاريّة
لحظة التوقّف الابتكارية لا يجب أن تستمرّ طويلاً، فمن غير المطلوب أن تلهب عقلك بالسياط، نتيجة الإصرار على الوصول إلى فكرة مبتكرة . أنت فقط تتوقّف عن التفكير، و تتأمّل للحظة، ثم تمضي إلى ما كنت فيه . و هذه اللحظة تتراوح بين 20 و 30 ثانية إذا مارسها الفرد، و قد تصل إلى دقيقتين إذا مارستها المجموعة
هذه هي قيمة لحظة التوقّف، فقيمتها في ذاتها، و ليس لأنّها تتيح لنا أن نصل إلى شيء من خلالها
إذا أنت توقّفت لحظة و أنت تأكل، أمكنك أن تتذوّق طعم ذلك الذي تأكله بشكل أفضل .. نفس الشيء يحدث أثناء التفكير، إذا أنت توقّفت للحظة أثناء التفكير أمكنك أن تتمعّن بعمق في النقطة التي توقّفت عندها . في بعض الأحيان، يقتضي الموقف أن نفكّر بسرعة، ممّا لا يتيح التوقّف، و لكن في أحيان أخرى يكون الأفضل أن نفكّر بشكل بطيء، حتّى ندخل الحالة الابتكاريّة
لحظة التوقّف الابتكارية لا يجب أن تستمرّ طويلاً، فمن غير المطلوب أن تلهب عقلك بالسياط، نتيجة الإصرار على الوصول إلى فكرة مبتكرة . أنت فقط تتوقّف عن التفكير، و تتأمّل للحظة، ثم تمضي إلى ما كنت فيه . و هذه اللحظة تتراوح بين 20 و 30 ثانية إذا مارسها الفرد، و قد تصل إلى دقيقتين إذا مارستها المجموعة
بين"سبق الفعل" و رد الفعل
معظم تفكيرنا يتم كرد فعل .. نستجيب لطلب، نحلّ مشكلة تواجهنا، نتصدّى لصعوبة ناشئة . وعادة ما لا يتوفّر لنا الوقت الكافي لأيّ تفكير آخر، و لا الدافع لأن نلتزم بواجبات تفكير إضافيّة . لهذا، فان آلية لحظة التوقّف عندما تصبح عادة في تفكيرنا، تيسّر لنا القيام بعملية "سبق الفعل"، في مكان استجابتنا بعملية "رد الفعل" . إنّها لحظة قصيرة، يقول فيها الذي يفكّر لنفسه
• أريد أن أعطي انتباهاً خاصّاً هنا ..
• هذا الأمر يحتاج منّا أن نتوقّف لنفكر فيه ..
• هل هناك إمكانيّة أخرى في هذا المجال ؟ ..
• هل هذه هي الطريقة الوحيدة لإنجاز هذا ؟ ..
بهذا التوقّف عن التفكير يعطي الشخص أو المؤسّسة اعتباراً للابتكار، لأنّه يتضمن ما يطلق عليه د. دي بونو اسم ، سبق الفعل
• هذا الأمر يحتاج منّا أن نتوقّف لنفكر فيه ..
• هل هناك إمكانيّة أخرى في هذا المجال ؟ ..
• هل هذه هي الطريقة الوحيدة لإنجاز هذا ؟ ..
بهذا التوقّف عن التفكير يعطي الشخص أو المؤسّسة اعتباراً للابتكار، لأنّه يتضمن ما يطلق عليه د. دي بونو اسم ، سبق الفعل
التركيز البسيط كأداة ابتكاريه
بعد آليّة لحظة التوقّف، نصل إلى آليّة "بؤرة التركيز " . و تحديد بؤرة التركيز عند التفكير يعتبر عنصراً شديد الأهمّية عند السعي إلى الابتكار، رغم ما يقوله بعض المبتكرين من أنّهم يصلون إلى الابتكار عندما ينثرون الأفكار من حولهم كلّما هبطت على عقولهم . و سنبدأ في هذا المجال بالحديث عن : التركيز البسيط
عندما نركّز تفكيرنا على شيء لم يعن أحد آخر بالتفكير فيه، فإن القدرة المحدودة على التفكير الابتكاري، يمكن أن تصل بنا إلى نتائج مبهرة . فنحن هنا لسنا إزاء منافسة، بل نرتاد أرضاً بكراً
بعض المخترعين وصلوا إلى اختراعات هامّة بالتصدّي لمشكلات واقعية صعبة . و البعض الآخر من المخترعين قاموا بتركيز انتباههم على مساحات لم يتوقّف أحد من قبل ليلاحظها، فوصلوا إلى اختراعات مدهشة، بجهد تطوير محدود . و البحث عن بؤرة تركيز غير عاديّة، تكون قد غابت عن ملاحظة الكثيرين، يعتبر من التقنيات الابتكاريّة
طبق الطعام، و طابع البريد
مثال ذلك، عندما نتناول طعامنا، قد نختار التركيز على العلاقة بين الطعام و الطبق الموضوع أمامنا . نحن هنا لسنا بصدد مشكلة تقتضي الحلّ، أو صعوبة نسعى إلى تذليلها . كما أنّه لا تكون أمامنا قيمة واضحة نرغب في تحقيقها .. الأمر ببساطة، و بدون أي تبرير، أنّنا اخترنا أن نركّز على هذه العلاقة
و أيضاً، عندما نلصق طابع البريد على ظرف الخطاب، فنختار أن نركّز تفكيرنا على هذه العمليّة، فنسأل أنفسنا : ما هي الأفكار الجديدة التي يمكن أن تتوفّر في هذا المجال ؟ . قد نفكّر في الربط بين هذا و بين الدعاية لسلعة ما، أو بينه و بين رسالة تستهدف الحفاظ على البيئة أو على الصحّة، باستغلال مكان لصق الطابع
هذه مجرّد أمثلة بسيطة، قد تخدم في توضيح أن "التركيز البسيط" يمكن تطبيقه في أيّ وقت، وعلى أيّ شيء
بين الرغبـة و النيّـة
لحظة التوقّف الابتكاري تختلف عن بؤرة التركيز الابتكاري، لكنّهما تشتركان في أرض معيّنة تجمعهما . التوقّف الابتكاري يكشف عن رغبة في التوقّف خلال التفكير أو النقاش لتحقيق الانتباه الابتكاري، و من ناحية أخرى يعني التركيز البسيط بذل جهد متعمّد لالتقاط نقطة تركيز جديدة قد لا ترتبط بعملية التفكير الدائرة . أما ما تشترك فيه العمليّتان، فهو الرغبة في التفكير في أشياء، غير التي تستدعي التفكير عادة
بمجرّد تحديد موضع التركيز، يمكن أن نتعامل مع موضوع التركيز بنفس الجدّية التي نعامل بها المشاكل الحقيقيّة، و نوليه نفس الاهتمام الذي نوليه في البحث عن الفرص المحتملة
التركيز في المجال العام
معظمنا قد اعتاد و تدرّب على أن يقتصر في التفكير على هدف محدّد أو غرض خاص . كما أنّنا غالبا ما نتناول "التفكير" باعتباره مرادفاً لعملية "حلّ المشاكل"، ممّا يحدّ مجال التفكير الابتكاري
من هنا تظهر أهمّية "التركيز على المجال العام"، و الحاجة إلى تأكيد فائدته . و لكي نفهم معنى هذا النوع من التركيز، نقول أنّه يعني أن نقول لأنفسنا مثلاً " نريد بعض الأفكار الجديدة في مجال المطاعم"، أو .. أريد بعض الأفكار الجديدة في مجال التليفونات
نمط المجال العام في التركيز، يتميّز بأنّه لا يحدّ التفكير في هدف معيّن . و الغرض منه هو السعي لتوليد أفكار في مجال ما . لكن، بمجرّد أن نحدّد هدفا معيّناً أو غرضاً خاصّاً للتفكير، يصبح من غير الممكن أن نصنّفه ضمن المجال العام للتركيز
و المجال العام، يحتمل أن يكون شديد الاتّساع، أو أن يكون ضيّقاً للغاية . قد نريد أفكاراً في مجال إدارة الفنادق، أو قد نحصر سعينا في مجال إدارة فنادق الاستجمام . و قد نمضي إلى ما هو أكثر تحديداً، فنطلب بعض الأفكار بالنسبة للون الموائد الملحقة بأسرّة غرف الفنادق
و فيما يلي من حديث، سنحاول أن نلقي المزيد من الضوء على آليّة التركيز الابتكاريّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق