أهمّية الإبتكار في المؤسسات الإنتاجية
جميع المؤشّرات تفيد أننا نمضي نحو المزيد من إشتعال المنافسة بين المؤسّسات الإقتصادية .. الشركات الناجحة ترمي بثقلها من أجل البقاء على سطح الماء، وسط دوّامة المنافسة المحتدمة، و التي يدور رحاها في كلّ مكان على الأرض، من ساعة إلى أخري، و دقيقة بدقيقة . حتّى المنتجات الناجحة والرابحة، تخضع يوميا لإعادة النظر، وفقا لما يستجدّ في السوق
لمواجهة هذا، تسعى المؤسسات والشركات إلى دعم مجموعات الإبتكار داخلها، و رصد الميزانيات الضخمة لها و في هذا المجال لا يقف الأمر عند البحث عن الأفكار الإبتكارية، بل يتجاوزه إلى البحث عن المفاهيم العامة الجديدة، التي تنبع منها الأفكار العديدة
عندما تتصدّى الشركة لتطوير منتجات جديدة، تنشأ الحاجة الشديدة إلى إبتكار مفاهيم جديدة . فالمنتج الجديد لا ينجح إلاّ إذا كان متكاملاً بشكل كلّي مع القيم المركّبة للمشتري . الوصول إلى لإدراك هذه القيم المركّبة، و السعي إلى التكامل معها، يعتبر من التدريبات الإبتكارية
عندما تتصدّى الشركة لتطوير منتجات جديدة، تنشأ الحاجة الشديدة إلى إبتكار مفاهيم جديدة . فالمنتج الجديد لا ينجح إلاّ إذا كان متكاملاً بشكل كلّي مع القيم المركّبة للمشتري . الوصول إلى لإدراك هذه القيم المركّبة، و السعي إلى التكامل معها، يعتبر من التدريبات الإبتكارية
ضغط الوقت و التكلفة
الشركة تحتاج إلى ممارسة الإبتكار في كثير من مجالات نشاطها .. تحتاجه في ضغط وقت الإنتاج، فالوقت في زمننا هذا يعتبرجانباً ثميناً من رأس المال، و هذا في حد ذاته السبيل لخفض تكلفة الإنتاج . وعندما نفكّر في سيناريوهات المستقبل المحتمل لنشاط الشركة، نكون في حاجة إلى الإعتماد على الإبتكار
و في لحظات إنقطاع التواصل و توقّف إستمرار ما اعتدنا عليه .. في هذه اللحظات نحتاج إلى الإبتكار، فتلك اللحظات تكون حافلة بالمشاكل من ناحية، و بالفرص المواتية من ناحية أخرى
و بشكل عام، نحتاج في عملنا و حياتنا إلى إبتداع مفاهيم جديدة، تكون قابلة للتطبيق، بشكل كاف، على الظروف المتغيّرة، أو على تنبؤاتنا غير الكاملة
من المعلومات و المؤشرات إلى الإبتكار
المعروف أن تجميع المعلومات و تحليلها، يمكن أن يصل بنا إلى المؤشرات . و لكن، يبقى أن نعرف كيف ستتبادل هذه المؤشرات التأثير على بعضها البعض
و هذه مسألة هامّة، تفقد معظم جهود إستشراف المستقبل قيمتها و جدواها . الكثير من المفكّرين، عندنا وفي الخارج، يكتفون بتناول مؤشر أو أكثر من مؤشرات التغيير، و يمدّون الخطوط على إستقامتها، دون محاولة التعرّف على التأثيرات المتبادلة بينها، و من ثم تجيئ النتائج ناقصة، و ربّما متناقضة
المعروف أن تجميع المعلومات و تحليلها، يمكن أن يصل بنا إلى المؤشرات . و لكن، يبقى أن نعرف كيف ستتبادل هذه المؤشرات التأثير على بعضها البعض
و هذه مسألة هامّة، تفقد معظم جهود إستشراف المستقبل قيمتها و جدواها . الكثير من المفكّرين، عندنا وفي الخارج، يكتفون بتناول مؤشر أو أكثر من مؤشرات التغيير، و يمدّون الخطوط على إستقامتها، دون محاولة التعرّف على التأثيرات المتبادلة بينها، و من ثم تجيئ النتائج ناقصة، و ربّما متناقضة
الإقتصار على مؤشر واحد، قد يفيد أن العالم يمضي نحو العالمية(جلوباليزم) في كلّ شيئ، و هذا صحيح . و إذا إنتقلنا إلى مؤشر آخر، يمكن أن يقودنا إلى أن العالم يميل إلى التنوّع والتشرذم و التفتّت، وإلى الوحدات الأصغر في كلّ شيئ، و هذا أيضا صحيح . حلّ هذا التناقض لايتم إلاّ بالنظر إلى الأمور بعين إبتكارية جديدة، تتيح لنا أن نفهم العلاقات متبادلة التأثير بين هذين المؤشرين، و غيرهما من المؤشرات، ممّا يقود إلى الرؤية الشاملة المتكاملة، التي تسمح باستشراف أعمق للمستقبل
قوالب الطوب و المبنى
و في مجال المنافسة الإقتصادية بين الشركات، لا بدّ من الإنتباه إلى أن تحليل المعلومات قد يوصلنا إلى بعض المؤشرات و التوجّهات . لكن هذا سيتيح للآخرين نفس الشيئ
التميّز الحقيقي الذي يمكن أن نصل إليه، لا يتحقّق إلاّ بالتعرّف على المفاهيم الجديدة، التي تطرحها هذه المؤشرات . علينا أن نسأل أنفسنا : ما هي المفاهيم الجديدة هنا ؟، و كيف يتاح لنا أن نستنبطها ؟ . النجاح في هذا، هو الذي يفتح طريق التميّز و التفوّق
و يطرح د. إدوارد دي بونو، خبير الإبتكارالعالمي، مثالا يجسّد هذه النقطة، فيقول : قوالب الطوب قد تكون نفس قوالب الطوب التي يستخدمها غيرنا، لكن المبني الذي نقيمه بهذه القوالب لا يكون بالضرورة على نفس صورة المباني التي يقيمها الآخرون، بنفس قوالب الطوب .. أضف إلى هذا، أننا قد نحتاج إلى الإعتماد على الإبتكار، حتى و نحن بصدد عملية تحليل المعلومات
السر في هذا، هو أن عقل الإنسان لا يرى إلاّ ما هم مهيؤ لرؤيته . ومن ثمّ تنصرف البيانات والمعلومات و المعارف، في عقل الفرد، إلى نفس القنوات السابقة، التي إنصرفت إليها من قبل . لهذا، يقودنا تحليل المعلومات إلى نفس النتائج التي وصلنا إليها من قبل، و ربما تكون نفس النتائج التي وصل إليها المنافسون
السر في هذا، هو أن عقل الإنسان لا يرى إلاّ ما هم مهيؤ لرؤيته . ومن ثمّ تنصرف البيانات والمعلومات و المعارف، في عقل الفرد، إلى نفس القنوات السابقة، التي إنصرفت إليها من قبل . لهذا، يقودنا تحليل المعلومات إلى نفس النتائج التي وصلنا إليها من قبل، و ربما تكون نفس النتائج التي وصل إليها المنافسون
التسويق و الإبتكار
التسويق، ركن أساسي من أركان نجاح المؤسسة و ازدهارها . و هو يعتمد على خليط من الأشياء : عمليات تحليل للبيانات و المعلومات ، و الممارسات التقليدية، و تقليد ما تقوم به المؤسسات الناجحة الأخـرى، و الإستفادة من المفاهيم الإبتكارية . و هناك نطاق واسع من المفاهيم الإبتكارية، التي يكون لها تأثيرها القوي على نجاح عملية التسويق .. إذا وصل منافسوك إلى الإبتكارات التي إبتدعتها، يكون عليك المضي إلى الأمام، للمزيد من البحث عن مفاهيم إبتكارية جديدة، لم يصل إليها الآخرون بعد
نحن عادة نعتمد على طرق مستقرّة في أداء الأشياء، ففي هذا توفير للجهد و الوقت و المال . لكنّه لا يمنع من أن نتحدّى هذه الطرق المستقرّة، في نفس الوقت . و هذا لا يمنع أن نسأل أنفسنا : لماذا هذا الذي اخترناه ؟، ألا توجد سبل أخرى أفضل منه ؟، هل مازال ذلك الذي إخترناه منسجما مع ما طرأ من تغيّرات في المجالين الداخلي و الخارجي للعمل ؟
نتيجة للتغيّرات الحالية، الجذرية المتسارعة، تتغيّر القيم طوال الوقت . و هذا يعني أن القيم التي قامت عليها استراتيجية المؤسسة تحتاج إلى مراجعة دائمة . كما تحتاج المؤسسة - عقب أي تغيير في القيم إلى اكتشاف و خلق جزئيات مختلفة من السوق
الصفقات .. و التفاوض
تقليديا، لا يعتبر التفاوض و عقد الصفقات ضمن ابتكار " المجالات الخاصة " الذي نناقشه هنا . إلاّ أن كلّ من التفاوض وعقد الصفقات، يعتمد على تصميم و صياغة المفاهيم الجديدة، و استنباط القيم الجديدة
من خلال الصياغة الإبتكارية، يمكن إن يتاح لطرفي التفاوض، أو الصفقة، الوصول إلى أشياء تبدو معقولة بالنسبة للطرفين . و هي أشياء لم تكن لتبدو واضحة إعتماداً على التحليل المنطقي
الإعتماد على الإبتكار في التفاوض، يساعد في محاولات التقريب بين القيم المتعارضة، و يخرج بالعملية من مجرّد الإقتصار على ممارسة القوّة و الضغط، و غير ذلك من الممارسات المؤلمة
محورية الجهد الإبتكاري
اندفاعنا إلى التقليد و التفكير المنطقي المتدرّج، يقود إلى الحدّ من الإبتكار . إنّنا، بطريقة لاشعورية، نميل إلى الحياة المريحة ، و إلى الأقلّ من المخاطرات، ممّا يوفره ذلك التقليدي . و لهذا، لا يكون التدريب على الإبتكار سهلاً .
و ممّا تجدر الإشارة إليه، أن البشر يعتبرون أنفسهم غاية في الإبتكار، و لذلك فهم يستاءون من فكرة أن يأتي شخص لكي"يعلّمهم" الإبتكار . و مع ذلك، فبمجرد أن يتعلّموا تقنيات الإبتكار و آليّاته، نراهم غاية في السعادة، بعد إستخدامها للوصول إلى نتائج أكثر قوّة في مجال عملهم
من المهم أن يفهم المتدربون على الإبتكار، أن تقنيات و آليّات التفكير الإبتكاري، ليست البديل عن "الإبتكار الطبيعي" . و أن يفهموا أن هذه التقنيات، هي وسيلة الوصول إلى أفكار إضافيّة، من خلال تناول مختلف . التقنيات و الآليّات الإبتكارية، عبارة عن "مساعد مبتكر "، يقدّم خدماته إلى الشخص، كلّما نشأت الحاجة إليها، ممّا يتيح له أن يدخل في مزاج مختلف
و إلى الرسالة القادمة لنستعرض أسلحتنا الابتكارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق