البحث عن بدائـل
دون وجود مشكلة
الفرق بين الحوافز و المكافآت و العمولات
يميل البعض إلى تعريف الابتكار بأنه عملية "البحث عن البدائل"، خاصة إذا كنا بصدد ما هو موجود و قائم فعلا . رغم هذا، كثيرا ما يصعب علينا أن نتوقف للبحث عن البدائل، دون أن تظهر لنا "الحاجة" إلى ذلك . مثل هذا الجهد لا يبدو لنا ضروريا، و نعتبره تبديدا للجهد و الوقت، فقد تعودنا على ربط عملية البحث عن البدائل بظهور مشكلة تحتاج إلى حل، أو صعوبة نريد تجاوزها
رغم شيوع هذا المنطق في كثير من أنحاء العالم، و بخاصة في العالم الغربي، إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لليابانيين، الذين لم يقيموا فكرهم على عقيدة الجدل الإغريقي
الياباني يكون قادراً على البحث عن البدائل في أي وقت، دون أن يكون مضطرا لتبرير موقفه هذا، أو للإشارة إلى نقص أو قصور فيما يجري . إنه يعترف بأن الطريقة الحالية في أداء الأشياء عظيمة، و مع ذلك يصر على البحث عن طرق أخرى . و عندما يصل إلى طريق جديد، يقارنه بالطريق الحالي، فإذا ما تبين أن الطريق الجديد أقل فائدة من الطريق الحالي، صرف النظر عنه
الياباني يكون قادراً على البحث عن البدائل في أي وقت، دون أن يكون مضطرا لتبرير موقفه هذا، أو للإشارة إلى نقص أو قصور فيما يجري . إنه يعترف بأن الطريقة الحالية في أداء الأشياء عظيمة، و مع ذلك يصر على البحث عن طرق أخرى . و عندما يصل إلى طريق جديد، يقارنه بالطريق الحالي، فإذا ما تبين أن الطريق الجديد أقل فائدة من الطريق الحالي، صرف النظر عنه
البدائل المطروحة و غير المطروحة
عندما أفكر في أي وسائل المواصلات سأعتمد عليها في الذهاب إلى مكان ما، القطار أم السيارة أم الترام، يكون المطلوب مني أن أختار من بين ما هو مطروح
و لكن عندما أكون في رحلة كشفية في منطقة خلوية، و أريد أن أشعل نارا، أسأل نفسي : في غياب أعواد الثقاب، ما هي البدائل ؟ . فأبدأ البحث عن البدائل وفقا لخبراتي الخاصة، مع مراعاة مقتضيات الأمان التي يجب أن ألتزم بها . ماذا عن القداحة ؟، أو ماذا عن الاحتكاك بين قطعتي خشب جافتين ؟، أو هل يمكن الاعتماد على عدسة مكبرة لتركيز أشعة الشمس على ورقة لإشعالها ؟
هنا، لا تكون البدائل مطروحة بشكل واضح، و نحتاج إلى أن نجري مسحا لخبراتنا الشخصية السابقة، و أن نتذكر التعليمات التي تلقيناها من قبل
لماذا هذا العنـاء ؟
و قد نتساءل : عندما تتوفر لدينا بعض البدائل، فلماذا نجشم لأنفسنا عناء البحث عن المزيد منها ؟، لماذا لا نكتفي بالاختيار بين البدائل المتاحة ؟ . البدائل التي تبدو لنا ظاهرة في العادة، هي التي تتوفر نتيجة للحدود التي تحكم خيالنا، و لقدرتنا على : التخطيط و التصميم المتعمد
و كلمة "التصميم" مهمة جدا في هذا المجال . فنحن غالبا ما نقتص على "التحليل" بعد البحث عن البدائل . أما التخطيط و التصميم فيعنيان بذل الجهد في ابتداع الجديد من البدائل . مثال ذلك قولنا في وقت ما، " إما أن نرفع الأسعار، أو لا نرفعها و نبقيها على حالها " . و حقيقة الأمر أنه يوجد العديد من البدائل بين هذين الحدين . يمكن أن نرفع أسعار بعض السلع، و في نفس الوقت نخفض أسعار سلع أخرى . كما يمكن أن نرفع السعر الأساسي، ثم نفتح بابا للتخفيضات . كذلك يمكن أن نرفع السعر، مع تقديم خدمات إضافية في نفس الوقت . و أخيرا، يمكن أن نغير شكل المنتج بطريقة كلية، ثم نضع له سعرا جديدا
الذي يهم على المدى البعيد، هو تعمد البحث عن البدائل الجديدة، و الجهد المبذول في هذا . ودعونا نستعرض ثلاثة احتمالات
الذي يهم على المدى البعيد، هو تعمد البحث عن البدائل الجديدة، و الجهد المبذول في هذا . ودعونا نستعرض ثلاثة احتمالات
الاحتمال الأوّل : سأفكر في هذه البدائل فقط، فلا يوجد غيرها
الاحتمال الثاني : حاليا سأقتصر على هذه البدائل، و لا بأس من اقتطاع بعض الوقت في البحث عن بدائل جديدة
الاحتمال الثالث : علينا أن نبدأ في البحث عن بدائل جديدة
الاحتمال الثاني : حاليا سأقتصر على هذه البدائل، و لا بأس من اقتطاع بعض الوقت في البحث عن بدائل جديدة
الاحتمال الثالث : علينا أن نبدأ في البحث عن بدائل جديدة
الاحتمال الأول يتسم بالمحدودية و الغرور وفقدان الابتكار . و الثاني يعتبر عمليا . أما الثالث فيكون ممكنا في بعض الحالات فقط
البدائل، و اتخاذ القرار
لماذا يحجم الناس عن مجرد التفكير في احتمال وجود بدائل أخرى . البعض يتعلل بالزمن المفقود في هذا البحث، و حقيقة الأمر أن الشخص يميل إلى الاعتقاد بأنه فكر في جميع البدائل الممكنة، فيكتسب ثقة في البديل الذي اختاره . لكن "اعترافه" باحتمال وجود بدائل أخرى جديدة يحرمه من هذه الثقة . كما أنه إذا حاول و لم يصل إلى بدائل أفضل، هبطت ثقته بنفسه، دون أن يعرف كيف يواجه هذا
و هناك سببا ثانيا ـ أقل قوة ـ لامتناع الشخص عن القيام بذلك الجهد، فيقول "إذا كنت معتادا على التفكير في بديلين، و جئت تحضني على التفكير في أربعة بدائل مثلا، فأنت تضاعف جهدي في اختيار البديل المناسب " . تعدد البدائل يضاعف جهد و وقت الاختيار، لكن بدونه لا نصل إلى القرار الأفضل
عند تحديد المكان الذي تنوي أن تمضي فيه عطلتك، بمكن أن تعتمد على كتيبات و نشرات السياحة، أو على نصائح الأصدقاء من ذوي الخبرة، لتصل إلى البدائل المتاحة . و هذا يدخل في باب البحث الإرادي و المسح المنطقي للخبرات، و ليس في باب الابتكار
قد تكون البدائل القائمة معروفة جيدا، لكنها قد لا توفر أفكارا جديدة . و كمبدأ عام، يجب أن يكون الشخص واعيا بالبدائل القائمة المتوفرة، قبل السعي إلى استنباط البدائل الجديدة
عند تحديد المكان الذي تنوي أن تمضي فيه عطلتك، بمكن أن تعتمد على كتيبات و نشرات السياحة، أو على نصائح الأصدقاء من ذوي الخبرة، لتصل إلى البدائل المتاحة . و هذا يدخل في باب البحث الإرادي و المسح المنطقي للخبرات، و ليس في باب الابتكار
قد تكون البدائل القائمة معروفة جيدا، لكنها قد لا توفر أفكارا جديدة . و كمبدأ عام، يجب أن يكون الشخص واعيا بالبدائل القائمة المتوفرة، قبل السعي إلى استنباط البدائل الجديدة
النقطة الثابتة أو المرجعية
عندما نضع أمامنا البدائل التي نعرفها، نحتاج إلى أن نفعل شيئا يمكننا من إضافة البدائل الأبعد، بحيث يصبح الأمر مزيجا من "العثور" و "الابتكار" . و هذا ينقلنا إلى آلية ابتكارية جديدة، هي آلية النقطة الثابتة أو المحددة أو المرجعية
في سعينا لاستكشاف البدائل الجديدة، و قبل اختيارنا النقطة الثابتة، نسأل أنفــسنا : بدائل بالنسبة لأي شيء ؟، أو بدائل بالرجوع إلى ماذا ؟ . نحن نبدأ بفكرة ما، و نستنبط منها "نقطة محددة" تقودنا إلى فكرة جديدة تكون ذات صلة بالنقطة التي اخترناها . و تختلف النقطة المحددة باختلاف الأساس الذي نلتزم به، و الذي يتراوح بين عدة أشياء هي الغرض و المجموعة و التشابه و المفهوم
الغـرض : و نحن هنا نسأل، ما هي الطرق البديلة لتحقيق هذا الغرض ؟، أو ما هي الطرق الأخرى التي يمكن بها أن ننجز هذه المهمة ؟ . النقطة المحددة في مثال الرحلة الخلوية الذي أوردناه سابقا هي "إشعال النار"
كلما كان الهدف هو تحقيق غرض ما، يمكن النظر إلى ذلك الغرض باعتباره نقطة محددة أو ثابتة أو مرجعية
المجمـوعة : يتم هنا تحديد النقطة الثابتة عن طريق تحديد المجموعة التي تنتسب إليها . عندما نسأل أنفسنا "ما هو البديل للبرتقال ؟ "، قد تكون المجموعة هي الفواكه، كالبلح و الموز و البطيخ . و قد نختار أن تكون مجموعتنا "الفواكه الحمضية"، ليكون التركيز على اليوسفي و الليمون الحلو أو الجريب فروت
التشـابه : قد نسأل أنفسنا، " من هم أشهر الفنانين الذين يشبه أسلوبهم هذا الأسلوب ؟ "، أو "ما هي الأمراض الأخرى التي تسبب طفحا جلديا على اتساع الجسد ؟. " و هذا يوضح أن "التشابه" هو مجرد طريقة خاصة في تحديد المجموعة
كلما كان الهدف هو تحقيق غرض ما، يمكن النظر إلى ذلك الغرض باعتباره نقطة محددة أو ثابتة أو مرجعية
المجمـوعة : يتم هنا تحديد النقطة الثابتة عن طريق تحديد المجموعة التي تنتسب إليها . عندما نسأل أنفسنا "ما هو البديل للبرتقال ؟ "، قد تكون المجموعة هي الفواكه، كالبلح و الموز و البطيخ . و قد نختار أن تكون مجموعتنا "الفواكه الحمضية"، ليكون التركيز على اليوسفي و الليمون الحلو أو الجريب فروت
التشـابه : قد نسأل أنفسنا، " من هم أشهر الفنانين الذين يشبه أسلوبهم هذا الأسلوب ؟ "، أو "ما هي الأمراض الأخرى التي تسبب طفحا جلديا على اتساع الجسد ؟. " و هذا يوضح أن "التشابه" هو مجرد طريقة خاصة في تحديد المجموعة
شجرة العائـلة
جميع أنواع "النقطة المحددة" هي في جوهرها "مفهوم" . قد يكون المفهوم متصلا بالغرض المعين، أو بالمجموعة ذات الخصائص المعينة . نحن هنا نتحرك من الفكرة إلى المفهوم الذي تقوم عليه، ثم نبحث عن الطرق التي تسمح بتطبيق ذلك المفهوم . و الأمر أشبه بالمضي من الطفل إلى والديه، حتى يمكن أن نعرف أشقاء و شقيقات الطفل، في شجرة عائلته
الفكرة، هي في جوهرها طريقة عملية لإنجاز شيء ما . أما المفهوم، فهو المنهج العام الذي يسود الموضوع . أنت تقول أنك تنوي "الارتحال" في اتجاه ما، و هذا هو المفهوم، لكن يبقى بعد ذلك التطبيق أو التنفيذ العملي، إما بالمشي أو بركوب دراجة أو سيارتك أو أتوبيس
في اجتماع مجلس مديري مؤسسة ما، قد تسمع من يقول " النقطة المحددة هنا هي مفهوم المكافأة .. ماذا نفعل لمكافأة الباعة في مؤسستنا ؟ " . فيقول آخر "أعتقد أن النقطة المحددة يجب أن تكون الحوافز ، وهذا يختلف عن (المكافآت) ؟ " ثم يأتي من يقول " نقطتي المحددة هي حول مفهوم (منح عمولة) للباعة، ما هي الطرق البديلة لذلك ؟
نلاحظ في هذا المثال أنه إذا نظرنا إلى النقطة المحددة باعتبارها (المكافأة)، لا يمكن أن يدخل التخويف ضمن البدائل . و إذا كانت (العمولة) هي النقطة المحددة، لا تدخل المكافآت العشوائية ضمن البدائل المطروحة
و إلى الرسالة القادمة .. لنرى أين يقف أينشتين بين الاستثارة و الجنون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق